أحتاج حبيبي أن أقبل رأسك
وخدك الطري الأملس ..أحتاج أن أمسح دمعتك ..أحتاج أن أحتضنك .. أن أشد على يدك .
أحتاج ذلك عزاء لنفسي
الحزينة ، أحتاج أن أكفر عن عجزي ، أستمد قوة من قوتك ، وأتعلم صبرا من صبرك يا
طفلي الكبير العظيم .
طفلي في فلسطين : جعلوا من
أجلك يوما ، ولكني أراهم مخطئين فما أنصفوك حتى في هذه !
فكل الأيام هي لك ،
تستحقها حبيبي ، نملؤها بصورك الجميلة وقصصك الرائدة .
فقد أذهلتني – والله –
بأحاسيسك الصادقة ، وكلماتك القوية ، وقرأت فيها شجاعة ورعبا ! صمودا وألما ! عزة
وقهرا !
سمعتك تصف وتنتقد وتتحدث
وتفسر وتحلل ....
من علمك هذا ؟ من علمك
مهارات التفكير هذه ، التي يتعلمها غيرك ببرامج وورش عمل ودورات وحلقات !!
من علمك معنى الشهادة وأجر
الشهيد ، فكتبت وصيتك بخط يدك الصغيرة العظيمة ، توصي أمك بعدم الحزن إذا استشهدت ،
وتذيلها بتوقيع : الشهيد عبد الله ! وتستشهد فعلا !
الله أكبر ! الله أكبر !
من علمك الإصرار فقبلت
الذهاب بفرح وسرور إلى خيمة تتعلم فيها وتقرأ وتكتب !
من علمك حب الوطن ، فرفضت
حياة هي أنعم كثيرا من حياتك ، وقلت
بشموخ : لن أغادر بلدي ،
وسأبقى فيها وأستشهد !
طفلي الحبيب في فلسطين :
أردت أن أقدم لك شيئا في يومك ، أن أفعل شيئا من أجلك ..فوجدتٌني محاصرة مكبلة !
أتفهمني أيها الذكي ؟
فكتبت لك أحييك وأحييك ثم
أحييك ..
وعاهدت نفسي أن أروي
لأبنائي قصصا أنت بطلها .