تعَوَّدْتُ رُؤياكِ قبلَ المساءْ
وأدْمَنتُ رؤياكِ حَدَّ الجنونْ
أعُدُّ المسافاتِ بيني وبينَ الهواءْ
وفي الساعةِ الثانيهْ
أعُدُّ الثواني إلى غايتي
وأُحْصِيكِ ثانية ً ثانيه
تعَوَّدتُ رؤياكِ في غابتي
وفي نجمتي العاليه
وأدْمَنْتُ رؤياكِ كي لا تموتَ
وريقاتُ مخطوطتي الباقيه
فللعيش ِ حينٌ وللموتِ حينْ
ولله ِ فوَّضتُ أمري
تعوَّدْتُ أنْ أنتهي في انحدارْ
وأُخفيكِ في حَبَّةٍ من وجودي
تعَوَّدْتِ أنْ تختفي بعضَ حينْ
فألتفُّ في الليل ِ حتى تعودي
تعلمْتُ منكِ ... بأنَّ الغيومَ استراحاتـُنا
وأنَّ المطرْ
رسومُ الوجودِ
عتابُ الحبيبين ِ بعدَ السفرْ
تعَوَّدْتُ رؤياكِ في كلِّ شئْ
ففي الماءِ أنتِ
وفي الأرض ِأنتِ
وفوقَ القمرْ
وأدْمَنْتُ حدَّ الجنون ِاللقاءْ
وأدمنتُ رؤياكِ حدَّ الفناءْ
لغاتُ العصافيرِ مكتوبة ٌعلى فحْمَتيْنْ
قرأ ْ نا بعَيْـنَيْـكِ كيفَ العصافيرُ تبكي
على عشِّها مرَّ تينْ
وكيفَ العصافيرُ تـُـلغِي سفاراتِها
وترمي استقالاتِها بوجهِ الصُّقورْ
وكيف العصافيرُ تنسى النخيلْ
وتـُـلقِي بأفراخِها كي تثورْ
لماذا يذلـّونَ أهلُ العراقْ؟
وقدْ ترفضُ الذلَّ حتى الطيورْ
وأحْبَبْتُ فيكِ اختِفاءَ الرُّموزْ
وأحببتُ في عينِكِ الأنتظارْ
تبَحَّرْتُ في غابةٍ مِنْ ظلامْ
وفي قريةٍ مِن نهارْ
قرأنا بعينيكِ كيف الوداعُ الأخيرْ
وكيف المَحَطـّاتُ تبكي
اذا شققَ الليلَ صوتُ القطارْ
وداعًا ...... فهلْ نلتقي بعدَ عامْ ؟
أنا أنتِ يعني
لماذا إذنْ نقبلُ الانقسامْ ؟
لماذا تصيرُ المسافاتُ رهبانَنا
ويمضي بنا الخوفُ بعدَ انسجامْ؟
أنا .... انتِ يعني
وأنتِ التي علـّمَـتـْـنِي الكلامْ
خذي نصفَ عمري
خذي لوحة َالذكرياتْ
خذي من كياني جوازَ السفرْ
خذي مِعطفي فالشتاءُ الكئيبْ
تعـلـّمَ من مِعطفي كيفَ ينفي المَطرْ
تعلـَّمَ من مِعْطفي أين ميعادُنا
ومِن أين يأتي البريدُ
وفي أيِّ وقتٍ سيرمي الحَجَرْ
خذي مِعْطفي .. بعدَ ستينَ عامْ
لنعقدَ قبلَ انقطاع ِالدماءِ
وبعدَ انحناءِ العِظامْ
معاهدةً ليسَ إلاّ
خَلاصاً يُسَمّى سلامْ
أنا أنتِ يَعْني
ولكنها حكمة ُالله ِأنْ نلتقي
ولا شئَ إلاّ لِقاء
أنا أنتِ يَعْني
ولا وقتَ للحبِّ في غربتي
ولكنها عزلة ٌ وانتماءْ
خذي مِعْطفي
خذي خاتمَ الكون ِ مِن إصْبَعِي
أتيتكِ مِن قريةٍ صَيَّرُوها حُطامْ
وجاء تْ سكاكينُ قَوْمِي مَعي
خذي كلَّ شئ ٍعلى أنْ تعيشي
بقايا حياتي معي